جذبت قضية قانونية في جنوة الكثير من الاهتمام في الأيام الأخيرة، بعد أن رفض قضاة المحكمة الإدارية الإقليمية (TAR) طلب الحصول على الجنسية الإيطالية لرجل فلبيني يقيم في إيطاليا منذ أكثر من عشرين عامًا. والدافع؟ ”أنت تقود السيارة وأنت مخمور، أنت لا تستحق الجنسية الإيطالية“.
كان الرجل، الذي تقدم بطلب للحصول على الجنسية الإيطالية، قد رفض طلبه من قبل محافظة جنوة بسبب ارتكابه مخالفة سابقة للقيادة تحت تأثير الكحول. وعلى الرغم من أن الرجل كان يعيش في إيطاليا لسنوات عديدة، وكان لديه وظيفة مستقرة وحياة اجتماعية مندمجة بشكل جيد، قررت المحافظة رفض طلبه، معتبرة أن سلوكه المخالف لقوانين السلامة على الطرق لا يتوافق مع قيم الدولة الإيطالية.
لم يستسلم المواطن الفلبيني وقرر الطعن في قرار المحافظة. ومع ذلك، أيد قضاة المنطقة الإدارية المؤقتة قرار المحافظة، بحجة أن أي شخص يعرض حياته وحياة الآخرين للخطر، كما في حالة القيادة تحت تأثير الكحول، لا يستحق الحصول على جنسية دولة تولي أهمية كبيرة للسلامة واحترام القانون.
تثير هذه القضية تساؤلات مهمة حول منح الجنسية في إيطاليا والسلوك الذي يعتبر مقبولاً لمن يتقدمون بطلب الحصول على الجنسية الإيطالية. فبينما يعتبر الاندماج والمساهمة في المجتمع بالنسبة للكثيرين عاملين حاسمين، أكد القضاة أن أولئك الذين يرتكبون أفعالاً خطيرة لا يظهرون احتراماً للقواعد الأساسية للبلد وبالتالي لا يحق لهم الحصول على الجنسية.
وقد أثارت هذه القضية أيضًا نقاشات في جميع أنحاء إيطاليا حول كيفية تعامل النظام القانوني مع طلبات الحصول على الجنسية وما إذا كان من العدل أن تؤثر جريمة مثل القيادة تحت تأثير الكحول على قرار مهم مثل منح الجنسية. إلا أن القضاة أشاروا إلى أن الجنسية ليست مجرد عمل بيروقراطي، بل هي التزام بالقوانين والقيم التي تحدد الدولة.
تُظهر حالة الفلبيني في جنوة مرة أخرى كيف أن منح الجنسية الإيطالية عملية معقدة يلعب فيها احترام القانون والمسؤولية المدنية دورًا حاسمًا.
المصادر:
Genova Repubblica, 25 dicembre 2024.